التدخين في تونس: أزمة صحية تتطلب جهودًا مضاعفة

0
88

تواجه تونس أزمة صحية حادة تتمثل في ارتفاع معدلات التدخين بين مختلف فئات المجتمع، بدءًا من الأطفال وحتى النساء والفتيات. تكشف تصريحات ألفة السعيدي، مسؤولة الأمراض غير السارية والصحة النفسية بمكتب منظمة الصحة العالمية في تونس، عن حجم المشكلة والتحديات التي تواجهها البلاد في مكافحة التدخين.

 إحصاءات مقلقة

تشير السعيدي إلى أن معدل عمر من يتعاطى أول سيجارة في تونس يناهز 7 سنوات فقط، وهو مؤشر خطير على بدء التدخين في سن مبكرة جداً. كما تقدر أن التدخين يتسبب في وفاة 20٪ من إجمالي الوفيات في تونس، مما يعكس حجم الخطر الصحي الناجم عن هذه الظاهرة.

 المخاطر المتزايدة بين اليافعين

يزداد القلق من ارتفاع استهلاك السجائر بين اليافعين والأطفال، خاصة مع ظهور منتجات جديدة مثل السجائر الإلكترونية وأجهزة “التبغ المسخن” التي تجذب هذه الفئة. دراسة أجرتها وزارة الصحة عام 2021 أظهرت أن نسبة استهلاك السجائر الإلكترونية بين الفئة العمرية من 15 إلى 17 سنة ارتفعت إلى 17٪، بينما بلغت نسبة استهلاك السجائر العادية 14٪ لنفس الفئة.

 ارتفاع استهلاك التدخين بين النساء

أشارت السعيدي إلى أن هناك مؤشرات على ارتفاع مستوى استهلاك التدخين بين النساء والفتيات، رغم عدم توفر إحصاءات دقيقة حول هذا الموضوع، نظراً لأن البيانات المتاحة تقتصر على مسوحات استهلاك الأسر.

 مخاطر التدخين السلبي

تتفاقم المخاوف من تأثير التدخين السلبي على المجتمع، حيث أوضحت السعيدي أن 18٪ من الوفيات المرتبطة بالتدخين تعود إلى ضحايا التدخين السلبي، مما يؤكد الحاجة الملحة لاتخاذ إجراءات حازمة للحد من هذه الظاهرة.

 جهود السلطات التونسية

على الرغم من توقيع تونس على الاتفاقية الدولية لمكافحة التدخين منذ عام 2003، لا تزال هناك حاجة لاتخاذ خطوات أكثر فعالية للحد من استهلاك التبغ. تعاني القوانين الحالية، مثل القانون عدد 17 لسنة 1998، من إخلالات على مستوى التطبيق. فمثلاً، لا يمنع القانون البيع للقصر أو أمام المؤسسات التربوية والجامعية، مما يزيد من انتشار التدخين بين الشباب.

 مبادرات حكومية وحاجة للتعاون المجتمعي

أشارت السعيدي إلى مبادرة وزارة الصحة التونسية منذ عام 2013 لتنقيح القانون المتعلق بالوقاية من مضار التدخين، مؤكدة أن حماية صحة المجتمع تتطلب التزام الجميع، بما في ذلك الأولياء. شددت على ضرورة تغيير سلوك الأفراد فيما يتعلق بالتدخين، خاصة في المنازل وأماكن العمل، لحماية الأطفال والرضع من التعرض المباشر والدخان السلبي.