عرفت تونس فترة من الحجر الصحي الشامل، كانت قد أقرّتها الدولة في الثاني والعشرين من شهر مارس الماضي، بغاية الحدّ من انتشار فيروس كوفيد-19، لتقرّر بعد ذلك وتحديدا في شهر ماي المنقضي.
وخلال الحجر الصحي الشامل الذي تخلّلته عدّة إجراءات وقائية صارمة، قامت وزارة الداخلية التونسية بوضع “روبوت” في الشوارع الرئيسية وسط العاصمة لفرض الحجر الصحي العام، حيث تمّ تصميمه على شكل مدرّعة صغيرة على أربع عجلات، ليجوب الشوارع، ويستوقف المارّة المخالفين للوائح الحجر الصحي ويُخضعهم للإستجواب.
ويتمّ تسيير «الروبوت» من غرفة عمليات وزارة الداخلية، ويقوم بتوجيه نداءات إلى المواطنين عبر مكبر صوت لاصق، ويأمرهم بالإمتثال للقانون وملازمة البيوت، من خلال صوت يصدره عناصر الشرطة من داخل «الروبوت» ليطرح عددا من الأسئلة الروتينية للتثبت من مدى الالتزام بمبادئ الحجر الصحي، إضافة إلى مطالبة المستجوبين بالتوقف والتوجه إلى الكاميرا المدمجة والاستظهار بوثائقهم الشخصية.
ويذكر أن هذا “الروبوت” هو تونسي الصنع واسمه ” PGuard” قدمته شركة “اينوفا روبوتيكس” (ENOVA Robotics) لصاحبها أنيس السحباني، وهو شاب أصيل منطقة سجنان من ولاية بنزرت، اشتغل أستاذًا بجامعة السوربون، لكنّه استقال ليبعث شركة تصنع روبوتات تونسية منذ سنة 2014 موجهة أساسًا للتصدير، إذ توصلت الشركة اليوم إلى إنتاج أربعة أنواع مختلفة من الروبوتات التي تخدم قطاعات الصحة والأمن والتعليم وغيرها.
وكان السحباني قد تحصّل في جانفي 2017، على تتويج بالكويت إثر مشاركته في المعرض الدولي التاسع للاختراعات بالشرق الأوسط الذي جمع 200 مخترعًا من 36 بلدًا، إذ تحصل الوفد التونسي على 8 جوائز منها الجائزة الكبرى للمعرض، كما نال المخترع التونسي جائزة المنظمة الدولية للملكية الفكرية، علاوة على الميدالية الذهبية مع مرتبة الشرف لاختراع روبوتات لحماية الفضاأت في الكويت.
وفي أفريل 2017، تمّ تكريم أنيس السحباني رفقة مخترعين آخرين من وزير الصناعة السابق زياد العذاري بعد حصولهم على أربع ميداليات ذهبية خلال مشاركتهم في الدورة 45 للصالون الدولي للاختراعات بجنيف، وهو يعدّ أهم ملتقى على المستوى العالمي، وقد نال خلاله أنيس ميدالية ذهبية لاختراعه روبوتات لحماية الفضاءات، وجاءت مشاركة المخترعين التونسيين بعد تفوقهم في المناظرة الوطنية للاختراع لسنة 2016.