إعتبر محمد عبو وزير الوظيفة العمومية ومكافحة الفساد السابق، أن حركة النهضة الإخوانية هي من أشدّ الأحزاب السياسية فسادا في تونس، مشيرا إلى ما حاكته النهضة من دسائس لسحب البساط من تحت قدمي رئيس الحكومة السابق إلياس الفخفاخ، مما أدى إلى استقالته قبل أشهر.
وزير تونسي سابق: “النهضة بلا ضمير وسبب الفساد بتونس”
أعلن الوزير السابق محمد عبو في حوار على قناة التاسعة مساء الأحد المنقضي، أنه رفع قضايا تورطت فيها الحركة أغلبها متعلقة بالفساد، قائلا “لو كانت هنالك إرادة حقيقية في تونس لمكافحة الفساد لتم القبض على المئات من قادة الحركة”.
وأضاف عبو أن حركة النهضة “ضميرها مات”، إلى درجة استغلال مآسي الناس ومظالمهم لتصفية حسابات سياسية ضيقة، والشعب التونسي هو أكبر ضحية لتلك السياسات.
توجيه تهمة غسيل الأمول إلى النهضة
ويذكر أن محمد عبو، كان قد وجّه إلى حركة النهضة تهما بغسيل الأموال، و أحال إلى النيابة العامة ملفاً يتعلق بامتلاك حركة النهضة 4 محطات تلفزيونية مخالفة للقانون، وهي “حنبعل” و”الزيتونة” و“ام تونيزيا” و“تي ان ان”، مشيرا إلى أن قادة في النهضة أصبحوا مساهمين في أسهم بعض تلك القنوات، وإلى أن الأموال كانت تدخل لمقراتهم في حقائب في مخالفة تامة للقانون.
وقد أكد عدد من المراقبين للحياة السياسية بتونس، أن عبو ذو دراية ومعرفة كبيرة بأداء النهضة الحكومي، مما يجعله قادرا على تقييمها، ويُضفي مصداقة على تصريحاته.
واعتبر المحلل السياسي باسل الترجمان، في تصريح للصحيفة اللندنية “العرب” بأن “مواقف محمد عبو ليست جديدة، فالرجل كان مسؤولا سياسيا سابقا في الحكومة وتحدث بما يعرفه وهو شخص لا يمكن أن يتهم بالفساد”، مضيفا أن “النهضة اليوم في حالة ارتباك وتواصل بنفس أساليب الإبتزاز والهروب إلى الأمام على غرار ما نقرأه في الصفحات الإلكترونية التي تفتعل الأكاذيب والمزايدات”.
النهضة لم تبرأ نفسها من إتهامات الفساد
توقع عدد من ملاحظي الشأن السياسي التونسي، أن ترد حركة النهضة على اتهام محمد عبو لها بالفساد، غير أن الحركة لم تلجأ إلى القضاء بغاية تبرئة نفسها، مما أثار شكوكا في أنها تتجنب الصدام مع عبو الذي كان الوزير الذي كان وزير الوظيفة العمومية ومكافحة الفساد، مما يعني أنه يمسك بالملفات الحساسة، والنهضة متخوفة من حرب الملفات.