تونس تُعيد ترتيب أوراقها: سرّ العلاقات الدولية والهجرة

0
68

في كلمته الافتتاحية خلال الندوة السنوية لرؤساء البعثات الدبلوماسية والقنصلية في نسختها التاسعة والثلاثين، شدد وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج نبيل عمار على أهمية تقييم العلاقات مع الشركاء الدوليين بشأن هجرة الكفاءات التونسية واليد العاملة المتخصصة بالخارج. وأكد عمار على ضرورة أخذ هذا التقييم بعين الاعتبار تأثير هجرة الموارد البشرية التونسية على الاقتصاد الوطني ومجهودات التنمية.

وأشار الوزير إلى أن تونس تعمل على تطوير جهودها ومقارباتها وأساليب عملها لتكون قريبة من مواطنيها المقيمين بالخارج، من خلال توفير الدعم اللازم لهم وتشجيعهم على النشاط الجماعي المنظم والاستفادة من خبراتهم وعلاقاتهم المهنية والإنسانية. كما شدد على أهمية الحفاظ على السيادة الوطنية في العلاقات الدولية وإدارتها على قاعدة الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية.

جهود تونس في مكافحة الهجرة غير النظامية

وفيما يتعلق بالهجرة غير النظامية، أكد الوزير أن تونس تواصل جهودها في حماية حدودها البرية والبحرية وفقًا لقواعد القانون الدولي. وأوضح أن تونس وقعت على الميثاق العالمي للهجرة الآمنة والنظامية الذي أقرته الأمم المتحدة في ديسمبر 2018، والذي يُعد مرجعًا أساسيًا في معالجة شاملة لظاهرة الهجرة غير النظامية من جوانبها الإنسانية والتنموية والقانونية.

دعم تونس للقضية الفلسطينية

وحول القضية الفلسطينية، استنكر الوزير الدور المنحاز لبعض وسائل الإعلام العالمية الذي كشف ازدواجية المعايير في التعامل مع المحنة التي يعاني منها الفلسطينيون. وأكد موقف تونس الثابت الداعم للشعب الفلسطيني في استرجاع حقوقه الوطنية المشروعة، بما في ذلك حقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. ودعا الدول الصديقة إلى الاعتراف الرسمي بدولة فلسطين وتأييد انضمامها كدولة كاملة العضوية إلى الأمم المتحدة.

التعاون الدولي وأهداف التنمية

وفي الختام، أكد الوزير على أهمية تطوير التعاون الدولي لتلبية احتياجات المجتمع الإنساني، بما في ذلك القضاء على الفقر ومكافحة الجريمة المنظمة وتوفير التعليم اللائق والرعاية الصحية. وشدد على أن الهدف الأساسي لتونس في الأمدين القصير والمتوسط هو استكمال مسار الإصلاح الشامل بالاعتماد على قدراتها الذاتية، ومعالجة أسباب الضعف وتعزيز أسباب القوة والتميز.

كما أشار إلى أن العلاقات الثنائية التونسية مع العديد من الدول الشقيقة والصديقة شهدت تطورًا ملحوظًا في الفترة الماضية في المجالات السياسية والاقتصادية، مما يعكس الاهتمام الجاد من هذه الدول بدفع التعاون مع تونس وتطويره.