“الامارات من بين البلدان التي يتمنى أي شخص العيش فيه”، هكذا عبّرت التونسية خليدة الشيابني التي تقيم وتعمل حاليا بدولة الإمارات العربية المتحدة، لتبرز مدى إعجابها بالإمارات.
ولعلّ السنوات الأخيرة، أصبحت الإمارات وجهة رئيسية لعدد كبير من التونسيين الذين وجدوا فيها موطنا ثانيا لهم، حيث أنها فتحت لهم أبوابا واسعة خاصة في السوق التشغيلية.
ومما لا شك فيه فإن دولة الإمارات العربية المتحدة، هي من بين أهم الدول التي تدعم المرأة بشكل كبير وتساهم في إبراز مكانة المرأة بمختلف المجالات، ولعلّ الجالية التونسية الكبيرة بالإمارات تحظى بعدد ملحوظ من النساء التونسيات اللواتي وجدن فرصتهنّ هناك.
وفي هذا الإطار، أجرى موقع “تونس بوز” حوارا مع إحدى التونسيات اللواتي أثبتن نفسهن عن جدارة في سوق العمل بدولة الإمارات العربية المتحدة، وهي الإعلامية وأستاذة المسرح خليدة الشيباني.
*أول شيء عرفي القراء بنفسك.. من هي خليدة الشيابني ؟
- أنا خليدة الشيباني أستاذة فنون مسرحية خريجة المعهد العالي للفن المسرحي بتونس و مذيعة طيلة 15 سنة بين إذاعة تطاوين والاذاعة الوطنية والاذاعة الثقافية، وأيضا ممثلة و سيناريست.
وقد قمت بالتدريس لمدة 14 سنة قبل ان انتقل الى الامارات، بعد ان تلقيت عرضا من ادارة المسرح بإمارة الشارقة، لأكون ضمن فريق مشرفين المسرح المدرسي والورش المسرحية كمكونة للمسرح.
بالإضافة إلى ذلك، فأنا أقوم بتقديم بعض المحاضرات في مجال تخصصي في بعض المهرجانات المسرحية.
وأفادت الشيباني، أن انتقالها إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، كان في اطار تبادل ثقافي بين الدولتين، حيث انتقلت للعمل بالإمارات عن طريق وكالة التعاون الفني.
وشدّدت خليدة الشيباني، على أنها وجدت دعما كبيرا من مدير ادارة المسرح بالشارقة السيد احمد بورحيمة، الذي سهل لها كل جوانب العمل و قدم لها المساعدة بغاية التأقلم بسرعة والنجاح في مجالها.
*ما الجوانب المشتركة وماهي الفوارق التي وجدتيها بين عملك في تونس وفي الإمارات؟
- في الحقيقة لا توجد فوارق كبيرة بين تونس والامارات في مجال التكوين المسرحي، لان ادارة المسرح في الشارقة تعتمد على عدد كبير من الاطارات وخريجي معاهد الفنون الدرامية من كل البلدان، مما خلق تنوعا في المدارس و تنوعا في التجربة.
وأكدت خليدة الشيابني في هذا الصدد، على أن التكوين المسرحي يعتمد على مدارس مختلفة يدرسها كل منتمي للمسرح مهما كان بلاده.
أما من حيث الفوارق، فقد أشارت أستاذة المسرح التونسية، إلى أنه ربما ليست فوارق فنية بحتة، على قدر ما هي فوارق على المستوى الاداري واللوجستي، حيث أكدت على أن الامارات متطورة جدا في اساليب و طرق العمل، معتبرة أن ذلك يعود ربما للبعد المادي الذي يخلق اريحية في العمل.
*كيف كان تعامل الإمارات مع جائحة كورونا؟
- الحقيقة انني اشيد كثيرا بتجربة الامارات في التعامل مع جائحة كورونا، حيث انها سيطرت بشكل كبير على الوضع الوبائي.
وقالت خليدة بأن الإمارات، هي البلد الاول من حيث الكم الهائل من التحاليل التي تجرى يوميا للمواطنين و المقيمين، مؤكدة على أنها لم تشعر بنقص او احتياج في شيء، حيث كان كل شيء متوفر.
وأضافت محدّثتنا، أنه “ربما الشيء الوحيد الذي اتعبنا ككل العالم هو البقاء في المنازل لفترة طويلة ولكن هذا الاجراء كان لصالحنا والحمد لله”، كما جاء على لسانها.
*كيف تقيمين الإنجازات والتطوير الذي عرفته الإمارات بالسنوات الأخيرة عموما وسنة 2020 خصوصا؟
- صدقا الامارات خلال السنوات الاخيرة، شهدت تطورا كبيرا على جميع المستويات، فوزارة التربية مثلا صارت تعتمد مادة المسرح في المنهاج الدراسي وهذا تطور كبير يحسب لها.
بالإضافة إلى القفزة التكنلوجية والعلمية الكبيرة، التي لمسناها خاصة مع جائحة كورونا ورقمنة كل شيء، فهذا البلد سيكون له شأن كبير في المستقبل، بحسب رأيها.
*كيف تعيش الجالية التونسية بالإمارات؟ هل ينظمون لقاءات مع بعضهم البعض؟
- الجالية التونسية في الامارات تعدّ تقريبا عشرون الف نسمة، موزعة على كل امارات الدولة ويعيشون مرتاحين على جميع الاصعدة، رغم الضائقة التي عاشها عدد كبير منهم خلال 2020 بسبب فقدهم لمواطن عملهم.
وتابعت أستاذة المسرح التونسية حديثها قائلة، “ولكن لا اظن ان شخصا يبقى في بلد هو غير مرتاح فيه والحمد لله الامارات من بين البلدان التي يتمنى اي شخص العيش فيها او زيارتها”.
كما أشادت خليدة الشيابني بالشعب الإماراتي، الذي وصفته بالشعب الهادئ والطيب وذو الاخلاق العالية.
أما فيما يخصّ التجمعات ولقاء التونسيين ببعض، فقد أفادت الشيباني أن عديد التونسيين يملكون مطاعم ومقاهي بالإمارات، وكثيرا ما تقام فيها لقاءات بين ابناء الجالية، هذا بالإضافة للمجموعات على شبكات التواصل الاجتماعي، قائلة “فنشعر اننا في بيت واحد”.
*هل للتونسيين فرص عمل كبيرة بالإمارات؟
- الحقيقة فرص العمل كبيرة في الامارات، غير أنها صعبة على التونسيين، لاننا شعب لا يتقن الانقليزية، كما جاء على لسانها.
وأضافت الإعلامية التونسية، أن التونسيين يعتمدون على اللغة الفرنسية، بينما أن الامارات دولة منفتحة على العالم، وتعتمد الانقليزية تقريبا كلغة اولى في التعامل.
*سياحيا.. هل تعتبرين الإمارات وجهة محببة لدى التونسيين؟
- طبعا دون شك الامارات من بين اهم الوجهات السياحية في العالم، وخاصة دبي التي تستقبل كل سنة ملاين الزوار.
وأكدت خليدة الشيباني، على أن الامارات لا تتلخص فقط في دبي، فهناك الساحل الشمالي الجميل والهادئ اين تقع امارة الفجيرة، وهي امارة ساحلية للسياحة، مضيفة أنه توجد مناطق سياحية جميلة جدا مثل خورفكان.
*بحكم أنك عملتي بالمجال الإعلامي والفني.. هل ترين أنه من الممكن التعامل المشترك بين تونس والإمارات؟
- طبعا هناك عديد الافكار التي يمكن ان تجمع البلدين على المستوى الثقافي، ولكنّ هذا طبعا يبقى رهين الإرادة.
*ما هي أمنياتك للعام الجديد؟
- أتمنى في هذه السنة الجديدة، ان يرفع عنا الله هذا البلاء الذي نحن فيه، وارجو من الله ان تنعم كل الانسانية بالهدوء، كما أتمنى مزيدا من الصحة لي ولجميع الناس، وان تعمّ السعادة علينا.