محاولات الإخوان لتبييض صورتهم قبل الانتخابات الرئاسية بين الواقع والتحديات

0
30

تحاول جماعة الإخوان المسلمين تبييض صورتها ونفي الحقائق المرّة المرتبطة بفترة حكمهم التي يُطلق عليها البعض “العشرية السوداء”. تأتي هذه المحاولات في وقت حاسم، حيث يتوقع أن تُجرى الانتخابات في أكتوبر/تشرين الأول المقبل.

 تصريحات عبد اللطيف المكي ونفي التعويضات

في خطوة ضمن هذه المحاولات، نفى الإخواني البارز ووزير الصحة الأسبق، عبد اللطيف المكي، حصول جماعته على تعويضات مالية منذ وصولها للحكم في 2011. جاء هذا النفي في برنامج بثته إذاعة تونسية خاصة، حيث أكد المكي: “أقول للشعب التونسي إن النهضة لم تتحصل على تعويضات مثلما يقال”.

لكن تصريحات المكي لم تلقَ قبولًا لدى الكثيرين. يرى المراقبون للمشهد السياسي التونسي أن جماعة الإخوان تحاول الترويج لنفسها مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية، في محاولة يائسة لتبييض وجهها.

قانون العفو التشريعي العام واستغلاله

أشار المحلل السياسي التونسي، محمد الميداني، إلى أن حركة النهضة استغلت قانون العفو التشريعي العام، الذي تم تمريره في البرلمان بعد الإطاحة بالرئيس الراحل زين العابدين بن علي.

هذا القانون أتاح للإخوان والسلفيين، بمن فيهم من شارك في عمليات إرهابية، الحصول على تعويضات مالية واستفادة من العودة للعمل أو الانتداب المباشر في الوظائف الحكومية. وبهذا، تمكنت حركة النهضة من منح أعضاءها تعويضات مالية كبيرة، عبر استحداث صندوق خاص في الخزينة العامة، تحت مسمى “حساب جبر الضرر لضحايا الاستبداد”.

أكد الميداني أن المكي كان من أبرز المستفيدين من تعويضات العفو التشريعي العام، معبراً عن استغرابه من إنكار المكي لهذه المسألة، خاصةً وأن هذه التعويضات تم الإعلان عنها بشكل رسمي في تلك الفترة.

تصريحات قيس سعيد وتحقيقات الفساد

في وقت سابق، أكد الرئيس التونسي قيس سعيد أن عشرات المليارات التي تم ضخها في تونس خلال العشر سنوات الماضية، زمن حكم حركة النهضة، لا أثر لها في الواقع. وتوعد بتحميل كل شخص متورط في اختفاء الهبات والقروض الممنوحة لتونس، مسؤوليته. وكلف سعيد وزيرة المالية، سهام بوغديري نمصية، بإجراء “جرد شامل” للهبات والقروض التي حصلت عليها تونس لمعرفة كيفية إنفاقها.

 الشفافية والحوكمة المالية

كشفت منظمة “الحوكمة والشفافية المالية” في تقرير لها أن حركة النهضة منذ توليها الحكم في 2011، حصلت على قروض خارجية كبيرة دون استشارة محافظ البنك المركزي. من بين هذه القروض، قرض بقيمة 500 مليون دولار بفائدة 2.3%، وقرض بقيمة 114 مليار دينار في عام 2014 لم يُعرف مصيره حتى اليوم.

 تأسيس حزب جديد ومحاولات التنصل

في يونيو/حزيران 2022، أعلن المكي عن تأسيس حزب “العمل والإنجاز” كذراع جديدة لتنظيم الإخوان. وادعى المكي أنه لم يكن يوما إخوانيا ولن يكون منهم، زاعماً: “لم أقرأ حتى أدبياتهم بل درست أكثر الأدبيات الشيوعية والقومية”. هذا الادعاء يعتبره الكثيرون محاولة لتبييض صورته الشخصية وصورة جماعته، خاصةً وأنه معروف بانتمائه للإخوان.