تشكل العلاقات الخارجية والتعاون الإقليمي جزءًا أساسيًا من استراتيجيات الدول لتحقيق الاستقرار والنمو الاقتصادي.
في هذا السياق، تبرز تجارب تونس وموريتانيا كمثالين لافتين على كيفية توظيف السياسة الخارجية لتعزيز التنمية وتحقيق الأهداف الوطنية.
سنلقي نظرة على سياسات كل من تونس وموريتانيا في هذا المجال، مستعرضين أهم الخطوات التي اتخذتها كل دولة لتعزيز علاقاتها الخارجية والتعاون الإقليمي.
سياسات تونس في تعزيز العلاقات الخارجية
بعد فترة حكم حزب النهضة ذو التوجه الإسلامي الذي استلم السلطة في تونس عقب الثورة في 2011، ركزت الحكومات التونسية اللاحقة على استعادة الاستقرار الداخلي وتعزيز علاقاتها الخارجية. وتضمنت السياسات التونسية عدة محاور:
استعادة الاستقرار الداخلي
– بناء توافق سياسي:
سعت تونس إلى بناء توافق سياسي واسع بين مختلف الأحزاب السياسية لضمان الاستقرار السياسي والاجتماعي.
– تحسين البيئة الاقتصادية:
نفذت تونس إصلاحات اقتصادية لجذب الاستثمارات الخارجية وتعزيز النمو الاقتصادي.
– تعزيز مؤسسات الدولة:
عملت على تقوية مؤسسات الدولة لضمان الحكم الرشيد وتعزيز الثقة في النظام السياسي والإداري.
تعزيز العلاقات الخارجية
– توقيع اتفاقيات تعاون مع الاتحاد الأوروبي:
سعت تونس إلى توقيع اتفاقيات تعاون جديدة مع الاتحاد الأوروبي لتعزيز الاستثمار ودعم التنمية الاقتصادية.
– توسيع العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية:
وسعت تونس علاقاتها الاقتصادية والدبلوماسية مع الدول الخليجية والدول الأفريقية المجاورة.
– تعزيز العلاقات الثنائية:
عملت على تعزيز العلاقات الثنائية مع دول مثل الولايات المتحدة وفرنسا لتحسين التعاون الأمني والاقتصادي.
سياسات موريتانيا في تعزيز العلاقات الخارجية
في موريتانيا، تحت قيادة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني منذ عام 2019، كانت هناك جهود ملحوظة لتعزيز العلاقات الخارجية والتكامل الإقليمي. تضمنت السياسات الموريتانية عدة محاور:
تعزيز التعاون الإقليمي
– الشراكات الأمنية:
كانت موريتانيا شريكًا مهمًا في مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية من خلال توقيع اتفاقيات تعاون مع الاتحاد الأوروبي والدول المجاورة.
– تعزيز التعاون الاقتصادي:
ركزت موريتانيا على تعزيز التعاون الاقتصادي مع دول غرب أفريقيا ومنطقة الساحل لتحسين البنية التحتية وجذب الاستثمارات.
تعزيز العلاقات الدولية
– علاقات قوية مع الدول الكبرى:
عملت موريتانيا على تعزيز علاقاتها مع الدول الكبرى مثل الولايات المتحدة وفرنسا لتعزيز التعاون في المجالات الأمنية والاقتصادية.
– دور ريادي في الاتحاد الإفريقي:
في 2024، تولى الرئيس الغزواني رئاسة الاتحاد الإفريقي، مما يعكس الدور الريادي لموريتانيا في القارة ويعزز جهود التكامل الإفريقي والسلام والاستقرار.