قطر تسعى إلى التبرؤ من الإسلام السياسي
عبيد البريكي: اعتبار اتحاد العلماء المسلمين ما حدث في تونس انقلابا هو موقف ثان لقطر
اقتحمت قوات الامن التونسية ظهر أمس مكتب قناة الجزيرة بتونس وطلبت من مراسلي القناة مغادرة المقر وتم الاحتفاظ بمفاتيح المكتب، دون توضيح رسمي بسبب قرار الغلق.
وكان رئيس الجمهورية قيس سعيد أعلن أول أمس تجميد المجلس النيابي لمدة شهر ورفع الحصانة البرلمانية وإقالة رئيس الحكومة هشام المشيشي.
وانقسمت آراء التونسيين بين رافض لقرار الغلق لما يرونه من تهديد للديمقراطية وحرية التعبير ومؤيد له بسبب تحريض قناة الجزيرة على العنف والاقتتال في الشارع التونسي، حسب رأيهم.
وكانت صفحات مؤيدة لرئيس الجمهورية قيس سعيد شنت حملة ضد قناة الجزيرة القطرية.
وبعد ساعات قليلة من تنفيذ قرار الغلق، دعت قطر في أول ردة فعل رسمية حول التطورات إلى تجنب التصعيد وتغليب صوت الحكمة في تونس.
موقف استغربه عدد من التونسيين من قطر لكونها داعم أساسي للإسلام السياسي ولحركة النهضة.
وفي تعليقه على موقف قطر الرسمي، قال وزير الوظيفة العمومية الأسبق وأمين عام حركة تونس إلى الأمام عبيد البريكي:”رغم أن قطر لم تعتبر رسميا على غرار تركيا ما حدث في تونس انقلابا خاصة أنها داعم أساسي للإسلام السياسي، فلا يمكن قراءة موقفها دون الرجوع إلى موقف الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أو موقف المفكر عزمي بشارة”.
وكان الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وصف ما حدث في تونس بالانقلاب على إرادة التونسيين والمؤسسات المنتخبة.
من جهته، اعتبر مدير عام المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات عزمي بشارة أن “الديمقراطية في تونس في خطر وتأويل سعيد للدستور مجرد غطاء لخطوات معادية للدستور”.
واعتبر البريكي ان موقف اتحاد العلماء المسلمين وموقف بشارة هو عبارة عن موقف ثان لقطر غير الموقف الرسمي المعلن الذي يعكس سعيا من قطر إلى التبرؤ من الإسلام السياسي.
وأشار الوزير الأسبق إلى أن تغيير قطر لموقفها وعدم اصطفافها وراء حركة النهضة “رسميا” هذه المرة أمر طبيعي خاصة أنها بصدد ربط علاقات جديدة في المنطقة من خلال عودة علاقاتها مع الخليج ومراجعة علاقتها مع الإمارات وكذلك إعادة ترتيب علاقاتها مع مصر.
وقال الوزير الأسبق “على العكس، قطر كبحت فراملها هذه المرة ولم تتدخل بشكل فجّ لدعم حركة النهضة، وهذه تعكس بداية تبرئ قطر من الإسلام السياسي”.
وذكر رئيس حركة تونس إلى الأمام بالدور القطري في دعم الإسلام السياسي خاصة أنها كانت تحتضن رموزه وهذا أمر ثابت.
يذكر أن النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين أدانت بشدة اقتحام مكتب قناة الجزيرة وتعطيل حرية العمل الصحفي في خرق واضح للقوانين.