بين الإنشقاقات والإنقسامات الداخلية، تعيش حركة النهضة جوا مضطربا قائما على وقع الصراعات جرّاء زعيمها راشد الغنوشي.
الغنوشي يبحث عن “الحكم المؤبد داخل النهضة”
على الرغم من الأزمة الداخلية التي تعرفها حركة النهضة بسبب مواصلة ترأس الغنوشي من عدمها، فإن هذا الأخير قام بتأخير موعد المؤتمر الإنتخابي إلى أواخر عام 2023.
ويعتبر الملاحظون أن الإبتعاد بالمؤتمر الإنتخابي للحركة، ما هو إلا محاولة من الغنوشي والشقّ المناصر له لمنحه حكما مؤبدا داخل الحزب.
ويشار إلى أن اللائحة الداخلية التي أقرها مؤتمر 2016 للنهضة، تنصّ على إمكانية رئاسة الحركة لدورتين متتاليتين فقط، في حين أن الغنوشي يترأسها منذ سنة 1981.
“مجموعة المائة” تعلن غضبها
أثارت فكرة “الحكم المؤبد” للغنوشي، غضب “مجموعة المائة” التي تعارض مواصلة الغنوشي ترأس الحركة، حيث قامت المجموعة بتوجيه رسالة إلى راشد الغنوشي تحمل عنوان “الوضع لا يطاق”، وعبّروا من خلالها على مناداتهم بتنحي الغنوشي من منصبه، كاشفين مناورات والضغوطات التي يقوم بها للبقاء من أجل ولاية أخرى على رأس الحركة.
وقد أكد معارضو الغنوشي داخل الحركة، على أن السبب في توجيه هذه الرسالة يعود إلى “ما وقفنا عليه من سعي رئيس الحركة راشد الغنوشي إلى التمديد وتغيير القانون الأساسي للحركة والتمطيط وتأخير البدء في الإعداد للمؤتمر الحادي عشر الذي تم تجاوز موعده المحدد بسبب الدحرجة التي اعتمدها الغنوشي”
كما أشار الـ100 قيادي في ذات الرسالة، إلى تدهور الشأن الداخلي للحزب، إثر انشقاقه إلى قسمين، واحد مؤيد لبقاء الغنوشي وآخر معارض له.
قيادي بالحركة يعتبر مبادرة تأجيل المؤتمر “ولدت ميتة”
شدّد زبير الشهودي القيادي في حركة النهضة، على رفض “مجموعة المائة” لخطة الغنوشي الذي يسعى وراء مواصلة ترأس الحزب، قائلا أن مبادرة تأجيل المؤتمر “ولدت ميتة”.
وأشار الشهودي إلى أن الإنشقاق الذي تشهده النهضة حاليا، يتجلّى في غياب الأمين العام السابق للحركة زياد العذاري عن كل حضور برلماني منذ شهر مارس المنقضي.
كما أكد على أن غياب الإنسجام داخل الحركة، يبرز من خلال إلغاء الإجتماعات الدورية للكتلة البرلمانية مثلما كان في السابق.